لم يكن بالإمكان أفضل مما كان!!

لم يكن بالامكان افضل مما كان..ولذلك اكتفى منتخبنا الاولمبي بالمركز الثاني في البطولة الخليجية الثانية لكرة القدم بعد ان خسر امام نظيره الاماراتي 1/0 في المباراة النهائية التي اقيمت امس في العاصمة القطرية الدوحة.
وسجل هدف المباراة المهاجم الواعد للكرة الاماراتيه احمد خليل في الدقيقة 34 بعد ان انقض برأسه على كرة عرضية جاءته من الظهير الايمن عبدالعزيز هيكل ليحولها داخل الشباك، ويصبح هداف البطولة برصيد 5 اهداف.
لم يكن بالامكان افضل مما كان لانه كان من عدل الامور ان يتوج المنتخب الاماراتي بطلا لهذه النسخة من البطولة بعد الاداء الراقي الذي قدمه بطل آسيا طوال الاربع مباريات التي خاضها معتمدا على سياسة التوازن بين الدفاع والهجوم ونقل الكرة بسلاسة تدريجيا من خط الدفاع الى خط الوسط واخيرا الى المهاجمين احمد خليل او احمد علي.
لم يكن بالامكان افضل مما كان لان الازرق الاولمبي افتقد للقيادة الفنية الواعية التي تقوده وتوجه اشرعته كما ينبغي نحو شاطئ الانتصار والتتويج، فالمدرب الوطني ماهر الشمري زرع في نفوس لاعبيه الخوف مبكرا عندما اعتمد طريقة دفاعية بحتة قوماها 1-4-5، وابقى مفتاح هجماته حمد امان الى جانبه على دكة البدلاء، ونحن لا ننتقد المدرب لاتباعه هذا الاسلوب في اللعب، فالمنتخب المصري فاز بنفس هذا الاسلوب في اللعب بكأس الامم الافريقية 3 مرات متتالية وهزم ايطاليا بها وخسر من البرازيلي 3-4 في كأس القارات، بل انه وصل الى المركز التاسع عالميا منذ ان تولى قيادته المدرب حسن شحاته بهذا التفكير والاسلوب التكتيكي، ولكن هناك الية لبناء الهجمة سواء عن طريق الظهيرين او عن طريق محوري الارتكاز، وهذا ما لم نشاهد بوادره في الازرق طوال البطولة حيث ان الية بناء الهجمة عشوائية تماما وتعتمد ان وجدت على العنصر الفردي فقط وليس الجماعي او الفني، ونسي ايضا الشمري بان الضغط يولد الانفجار اذا لم تكن هناك فاعلية هجومية، وهذا ما حدث فعلا في مباراة الامس حيث احرز الاشقاء الاماراتيون الهدف الوحيد بعد اكثر من 6 فرص خطرة في الشوط الاول كان لحارس الازرق عبدالعزيز فتحي كميل دور كبير في التصدي لها.
وفي الشوط الثاني عندما تحرر الازرق قليلا وعاد ليلعب باسلوب 2-3-5 بنزول حمد امان الذي لا نعلم لماذا لم يبدأ المباراة اساسيا، فرحنا كثيرا لاننا شاهدنا ماذا كان يرتدي حارس مرمى المنتخب الاماراتي الذي لم نشاهده في الشوط الاول ابدا، بل انه كانت هناك بعض المحاولات الخجولة من قبل حمد امان ويوسف ناصر، ولكن الوقت لم يسعف الازرق لادراك التعادل حيث اطلق الحكم جاسم المري صافرة النهاية .
نقطة أخيرة كانت لافتة للنظر في مسعى المدرب ماهر الشمري لتعزيز الهجوم عندما دفع بصانع الالعاب جابر جازع لتنظيم البناء الهجومي إلا أن ما حدث واقعياً كان خلاف ذلك اذ اعتمد الفريق الكرات الطويلة مغيباً جازع عن محور البناء والسؤال ما هي قيمة اشتراك جازع واعتماد الكرات الطويلة؟!

منقول من جريدة الوطــن